المولد النبوي الشريف ..بقلم أ/ملاطف مبخوت المطري نائب مديرمكتب التربية بالوحدة

لقد منَّ الله الخالق على هذه البشرية بإيجاد نور النبي الخاتم الحامل لنور السماء والرشاد الإنساني (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) فسمى الله حبيبه ومصطفاه – صلى الله عليه وآله – نوراً ، ومرَّ هذا النور الشريف بمراحل طوال منذ عهد الإيجاد الأول في عالم النور إلى أن برز بشراً مكتملاً خارجاً من بطن السيدة الشريفة المطهرة آمنة بنت وهب – عليها السلام .
فلنستعرض مسيرة النور النبوي المطهر الذي اختصه الله بإسعاد البشرية وكان بحق هو الهدى والرشاد .
1- ورد في الأثر من حديث جابر بن عبدالله الأنصاري – رضي الله عنهما – عندما سأل الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – عن أول ما خلق الله تعالى فقال له – صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله خلق نور نبيك محمد من نوره ) فكان هو أول الموجودات ومبدأ المخلوقات وأشرف الكائنات ، فهذا هو الميلاد الأول والإيجاد الأول لسيد البشر – صلى الله عليه وآله وسلم .
2- ثم شاءت عناية الباري تعالى أن يسكن هذا النور المشرف في كائن طيني يكون له سر الخلافة الإلهية (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) فأسجد الله تعالى لهذا الطين الملزوب بالماء والمتكون من الحمأ المسنون المتمثل في البشر الأول ، وهو صفوة الله آدم عليه السلام والذي تنوَّر بنور محمد – صلى الله عليه وآله – حيث وصف هذه الحالة بقوله الشريف : ( كنت نبياً وآدم منجدل في طينته ) فكان هو وسيلة الأنبياء وتشريف البشرية .
3- وبعد أن سكن هذا النور النبوي والسر المصطفوي والشرف المحمدي في صلب أب البشرية صفوة الله آدم – عليه السلام – وانتقل هذا النور في رحلة عبر الأصلاب الطاهرة والأرحام الشريفة الفاخرة والتي تقلب فيها حبيب الله في هذه الحياة الدنيوية الإنسانية (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)